قرأنا في الآيات السابقة أنّ اللّهسبحانه جعل موسى من العباد المخلصين- بفتحاللام- و هذا المقام عظيم جدّا كما أشرناإلى ذلك، مقام مقترن بالضمان الإلهي عنالانحراف، مقام محكم لا يستطيع الشيطاناختراقه، و لا يمكن تحصيله إلّا بالجهادالدائم للنفس، و الطاعة المستمرةالمتلاحقة لأوامر اللّه سبحانه.
إنّ كبار علماء الأخلاق يعتبرون هذاالمقام مقاما ساميا جدّا، و يستفاد منآيات القرآن أنّ للمخلصين امتيازات وخصائص خاصّة، سنتطرق إليها إن شاء اللّهتعالى.
الرّسول هو الشخص الذي ألقيت على عاتقهمهمّة أو رسالة ليبلغها، و النّبي- بناءعلى أحد التفاسير- هو الشخص المطلع علىالوحي الإلهي و الذي يخبر بما يوحى إليه، وبناء على تفسير آخر هو الشخص العاليالمقام و السامي المرتبة، و قد بينّااشتقاق كلا الكلمتين ما مادتيهما. هذا منجهة اللغة.
أمّا من جهة التعبيرات القرآنية و لسانالرّوايات، فالبعض يرى أن «الرّسول» صاحبشريعة و مأمور بابلاغها، أي يتلقى الوحيالإلهي ثمّ يبلغه للناس، أمّا «النّبي»فإنّه يتلقى الوحي، إلّا أنّه ليس مكلفابإبلاغه، بل مكلف بأداء واجبه فقط، أوالإجابة على أسئلة من سأله.
و بتعبير آخر فإنّ النّبي مثله كالطبيبالواعي الذي جلس في محله مستعدا لاستقبالالمرضى، فهو لا يذهب إلى المرضى، أمّا إذاراجعه مريض فإنّه لا يمتنع عن معالجته وأداء النصح إليه. أمّا الرّسول فإنّهكالطبيب السيّار، و بتعبير
الإمام