علي عليه السّلام في نهج البلاغة عن رسولالإسلام صلّى الله عليه وآله وسلّم: «طبيبدوّار بطبه» «1»، فهو يدور في كل مكان، يذهب إلى المدن والقرى، الجبال و الصحارى ليجد المرضى ويشرع بعلاجهم، فهو عين تنبع بالماء العذبو تجري نحو العطاشى، و ليس عينا يبحث عنهاالعطاشى.و يستفاد من الرّوايات التي وصلت إلينا فيهذا الباب، و أوردها العلّامة الكليني فيكتاب (أصول الكافي) في باب (طبقات الأنبياءو الرسل) و باب (الفرق بين النّبي و الرسول)أنّ «النّبي» هو الشخص الذي يرى حقائقالوحي في حال النوم فقط، كرؤيا إبراهيم،أو أنّه إضافة إلى النوم، فإنّه يسمع فياليقظة أيضا صوت ملك الوحي. أمّا الرّسولفإنّه علاوة على تلقي الوحي في المنام، وسماع صوت الملك، فإنّه يراه أيضا «2».و لا تنافي بين ما ورد في هذه الرّوايات والتّفسير الذي قلناه، لأن من الممكن أنيكون للمهمات و المسؤوليات المتفاوتةللنبي و الرّسول تأثير في طريقة تلقيالوحي، و بتعبير آخر فإنّ كل مرحلة منالمهمّة تساير مرحلة خاصّة من الوحي.(دققوا جيدا). 1- نهج البلاغة، الخطبة 108.2- أصول الكافي، ج 1، ص 133- 134، طبعة دارالكتب الإسلامية.