و أنا كنت مأمورا ببناء هذا الجدار بسببجميل و إحسان أبوي هذين اليتيمين، كي لايسقط و ينكشف الكنز و يكون معرّضا للخطر.
و في خاتمة الحديث، و لأجل أن تنتفي أيشبهة محتملة، أو شك لدى موسى عليهالسّلام، و لكي يكون على يقين بأنّ هذهالأعمال كانت طبقا لمخطط و توجيه أعلىخاص، قال العالم: وَ ما فَعَلْتُهُ عَنْأَمْرِي بل بأمر من اللّه.
و ذلك سر ما لم يستطع موسى عليه السّلامصبرا، إذ قال: ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْتَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً.
بحوث
1- هل كانت مهمّة الخضر في اطار النظامالتشريعي أم التكويني!؟
إنّ هذه الحوادث الثّلاث شغلت عقولالعلماء الكبار، و أثارت بينهم الكثير منالكلام و الاستفهامات.
و السؤال الأوّل هو: هل يمكن إتلاف جزء منأموال شخص بدون إجازته بذريعة أنّ هناكغاصبا يريد أن يصادرها؟
و هل يمكن معاقبة فتى بذريعة الأعمال التيسيقوم بها في المستقبل؟
ثمّ هل هناك ضرورة للعمل المجاني بهدفالحفاظ على أموال شخص معين؟
لقد رأينا من سياق القصّة القرآنية أنّموسى اعتراض على الرجل العالم، و لكنّهبعد أن استمع للتوضيحات و أحاط ببواطنالأمور عاد و اقتنع.
أمّا نحن فأمامنا طريقان للإجابة علىالأسئلة، نعرضها بالتفصيل الآتي:
الطريق الأوّل: أن نطابق الحوادث و تصرفاتالرجل العالم مع الموازين الفقهية، وقوانين الشرع، و قد قامت مجموعة منالمفسّرين بسلوك هذا الطريق.