بحوث‏ - امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 9

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



بحوث‏

1- هل أبدى الرّسول ليونة إزاء المشركين؟

بالرغم من أنّ بعض السطحيين أرادواالاستفادة من هذه الآيات لنفي العصمة عنالأنبياء، و قالوا أنّه طبقا للآيات أعلاهو أسباب النّزول المرتبطة بها إنّ الرّسولصلّى الله عليه وآله وسلّم قد أبدى ليونةإزاء عبدة الأصنام، و أنّ اللّه عاتبه علىذلك. إلّا أنّ هذه الآيات صريحة في افهاممقصودها بحيث لا تحتاج إلى شواهد أخرى علىبطلان هذا النوع من التفكير، لأنّ الآيةالثّانية تقول و بصراحة: وَ لَوْ لا أَنْثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُإِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا. و مفهومالتثبيت الإلهي (و الذي نعتبره بأنّهالعصمة) أنّه منع رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم من التوجه إلى مزالق عبدةالأصنام، و لا يعني ظاهر الآية- في حال-أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم مال إلىالمشركين، ثمّ نهي عن ذلك بوحي من اللّهتعالى.

و توضيح ذلك، إن الآية الأولى و الثّانيةهما في الحقيقة إشارة إلى حالتين مختلفتينللرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم،الحالة الأولى هي الحالة البشرية والإنسانية و التي تجلّت بشكل واضح فيالآية الأولى، و بمقتضى هذه الحالة يمكنتأثير وساوس الأعداء في الرّسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم خاصّة إذا كانت ثمّةمرجحات في إظهار الليونة و التوجّه إليهم،من قبيل رغبته صلّى الله عليه وآله وسلّمفي أن يسلم زعماء الشرك بعد إظهارالليونة، أو أن يمنع بذلك سفك الدماء، والآية تكشف عن احتمال وقوع الإنسان العاديو مهما كان قويا تحت تأثير الأعداء.

أمّا الآية الثّانية فهي ذات طبيعةمعنوية، إذ هي تبيّن العصمة الإلهية ولطفه الخاص سبحانه و تعالى الذي يشمل بهالأنبياء خصوصا نبي الإسلام صلّى اللهعليه وآله وسلّم حينما يمر بمنعطفات ومزالق دقيقة.

و النتيجة أنّ الرّسول صلّى الله عليهوآله وسلّم بالطبع البشري قد وصل إلى حافةالقبول ببعض وساوس الأعداء، إلّا أنالتأييد الإلهي (العصمة) ثبته و حفظه وأنقذه من الانزلاق.

/ 556