إنّ مسئولية الرّسول صلّى الله عليه وآلهوسلّم هي إثبات ارتباطه بالخالق عن طريقالمعجزة، و عند ما يأتي بالقدر الكافي منالمعاجز، فليست عليه أية مسئولية أخرى.إنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قد لايعرف بزمان نزول المعجزات، و قد يطلبالمعجزة من ربّه عند ما يعلم بأنّ الإتيانبها يرضي اللّه تعالى.
2- الأفكار المحدودة و الطلبات غيرالمعقولة
كل إنسان يتكلم بحدود فكره، و لهذا السببفإنّ حديث أي شخص هو دليل على مقدار عمقأفكاره.الأفراد الذي لا يفكرون إلا بالمال والجاه يتصورون أنّ كل من يتحدث عن شيءإنّما يقصد هذا المجال.لهذا السبب كان مشركو مكّة يقترحون- بسببقصور تفكيرهم- على رسول اللّه اقتراحاتتتصل بالمال و قضاياه، يطلبون منه أن يتركدعوته مقابل المال، إنّهم يقيسون الروحالواسعة لرسول الهدى صلّى الله عليه وآلهوسلّم بضيق أفكارهم.إنّ هؤلاء كانوا يعتقدون بأنّ من لا يجاهدفي سبيل المال أو المقام مجنون حتما، ومثلهم كمثل المسجون في غرفة صغيرة لا يرىالسماء الواسعة و الشمس العظيمة و الجبالالشامخة و البحار الواسعة و لا يحس بعظمةعالم الوجود. لقد أرادوا مقايسة الروحالسمحة العظيمة لرسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم بمقاييسهم.إضافة لذلك، لنر ما هي الأشياء التيأرادوها من الرّسول صلّى الله عليه وآلهوسلّم و لم تكن موجودة في الإسلام، لقدأرادوا الأراضي المزروعة و العيونالمتفجّرة، و بساتين النخيل و الأعناب، والبيوت المزخرفة. و نحن نعلم أنّ الإسلامقد فتح أبواب التقدّم و التكنولوجيا بحيثيمكن في ظل التقدم الاقتصادي تحقيق الكثيرمن هذه الأمور، بل و نلاحظ بأنّ المسلمينفي ظل البرامج القرآنية و صلوا إلى تحقيقتقدّم أكثر ممّا كان يدور في عقولالمشركين ذوي الأفق الضيق.