2- ماذا تعني كلمة «نادى»؟
في قوله تعالى إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءًخَفِيًّا طرح هذا السؤال بين المفسّرين، وهو أن «نادى» تعني الدعاء بصوت عال، في حينأن «خفيا» تعني الإخفات و خفض الصوت، وهذان المعنيان لا يناسب أحدهما الآخر.إلا أننا إذا علمنا أن «خفيا» لا تعنيالإخفات، بل تعني الإخفاء، فسيكون منالممكن أن زكريا حين خلوته، حيث لا يوجدأحد سواه، كان ينادي و يدعو اللّه بصوتعال.و البعض قال: إن طلبه هذا كان في جوف الليلحيث كان الناس يغطون في النوم «1».و البعض الآخر اعتبر قوله تعالى: فَخَرَجَعَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ التيستأتي في الآيات التالية، دليلا على وقوعهذا الدعاء في الخلوة «2».3- وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ
إنّ زكريا قال: وَ يَرِثُ مِنْ آلِيَعْقُوبَ، و ذلك لأنّ زوجته كانت خالةمريم أو عيسى، و يتصل نسبها بيعقوب،لأنّها كانت من أسرة سليمان بن داود، و هومن أولاد يهودا بن يعقوب «3».1- تفسير القرطبي، ج 6، ذيل الآية موردالبحث.2- تفسير الميزان الجزء 14، ذيل الآية.3- مجمع البيان، الجزء 6، ذيل الآية.