«الجهر بها رفع الصوت، و التخافت بها مالم تسع نفسك، و اقرأ بين ذلك» «1».أمّا الإخفات و الجهر في الصلواتاليومية، فهو- كما أشرنا لذلك- له حكم آخر،أو مفهوم آخر، أي له أدلة منفصلة، حيثذكرها فقهاؤنا رضوان اللّه عليهم في (كتابالصلاة) و بحثوا عنها.
ملاحظة
هذا الحكم الإسلامي في الدعوة إلىالاعتدال بين الجهر و الإخفات يعطينا فهماو إدراكا من جهتين:الأولى: لا تؤدوا العبادات بشكل تكون فيهذريعة بيد الأعداء، فيقومون بالاستهزاء والتحجج ضدكم، إذ الأفضل أن تكون مقرونةبالوقار و الهدوء و الأدب، كي تعكس بذلكنموذجا لعظمة الأدب الإسلامي و منهجالعبادة في الإسلام.فالذين يقومون في أوقات استراحة الناسبإلقاء المحاضرات الدينية بواسطة مكبراتالصوت، و يعتقدون أنّهم بذلك يوصلون صوتهمإلى الآخرين، هم على خطأ، و عملهم هذا لايعكس أدب الإسلام في العبادات، و ستكونالنتيجة عكسية على قضية التبليغ الديني.الثّانية: يجب أن يكون هذ التوجيه مبدألنا في جميع أعمالنا و برامجنا الاجتماعيةو السياسية و الاقتصادية، و تكون جميع هذهالأمور بعيدة عن الإفراط و التفريط، إذالأساس هو: وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَسَبِيلًا.أخيرا نصل إلى الآية الأخيرة من سورةالإسراء، هذه الآية تنهي السورة المباركةبحمد اللّه، كما افتتحت بتسبيحه و تنزيهذاته عزّ و جلّ. إنّ هذه الآية- في1- نور الثقلين، ج 3، ص 234.