لديه أكثر، و هذا المثال يكشف عن أنّه لايوجد اختلاف في المادة الإلهية نفسها(المعنى هنا القرآن الكريم) بل الاختلاف فيأمزجة و أفكار و استعداد الإنسان المتلقي.فالآيات القرآنية طبقا للمثال، هي كقطراتالماء التي تكون سببا في إنبات الورود فيالبساتين، بينما تنبت الأشواك في الأرضالسبخة.و لهذا السبب ينبغي أن تتهيأ مسبقاالأرضية حتى تتم الاستفادة من القرآن،إضافة إلى أنّ فاعلية الفاعل يشترط فيهاقابلية المحل كما يصطلح.و هنا تتّضح الإجابة على السؤال الذييقول: كيف لا يهدي القرآن أمثال هؤلاءالأشخاص في حين أنّه كتاب هداية؟ إذ لا ريبأنّ القرآن قادر على هداية الضالين، و لكنبشرط أن يبحث هؤلاء عن الحق، و يكونوا فيمستوى قبوله و الإذعان له. أمّا واقعالمعاندين و أعداء الحق فإنّه يكشف عنتعامل هؤلاء سلبيا مع القرآن، و لذلك لايستفيدون من القرآن، بل يزداد عنادهم وكفرهم، لأنّ تكرار الذنب يكرس في روحالإنسان حالة الكفر و العناد.