و قال أبو جهل: إنّه أبى إلّا سبّ الآلهة وشتم الآباء، و أنا أعاهد اللّه لأحملنحجرا فإذا سجد ضربت به رأسه.فانصرف رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم حزينا لما رأي من قوله، فأنزل اللّهسبحانه الآيات أعلاه «1».
التفسير
أعذار و ذرائع مختلفة:
بعد الآيات السابقة التي تحدثت عن عظمة وإعجاز القرآن، جاءت هذه الآيات تشير إلىذرائع المشركين، هذه الذرائع تثبت أنّمواقف هؤلاء المشركين إزاء دعوة الرّسولصلّى الله عليه وآله وسلّم التي جاءت أصلالإحيائهم، لم تكن إلّا للعناد و المكابرة،حيث أنّهم كانوا يطالبون بأشياء غيرمعقولة في مقابل اقتراح الرّسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم المنطقي و إعجاز القوي. هذه الطلبات وردت على ستة أقسام هي:
1- في البداية يقولون: وَ قالُوا لَنْنُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَالْأَرْضِ يَنْبُوعاً.«فجور و تفجير» بمعنى الشق. و هي عامّة،سواء كان شق الأرض بواسطة العيون أو شقالأفق بواسطة نور الصباح (مع الأخذ بنظرالإعتبار أن تفجير هي صيغة مبالغة لفجور).«ينبوع» مأخوذة من «نبع» و هو محل فورانالماء، و البعض قالوا بأنّ الينبوع هي عينالماء التي لا تنتهي أبدا.1- يراجع تفسير مجمع البيان أثناء تفسيرالآيات. و كذلك جاء مثله مع تفاوت في الدرالمنثور للسيوطي أثناء تفسير الآيات.