فإنّ كلمة «موقعوها» مشتقّة من «مواقعة»بمعنى الوقوع على الآخرين، و هي إشارة إلىأنّهم يقعون على النّار، و أنّ النّار تقععليهم فالنّار تنفذ فيهم و هم ينفذون فيالنّار، و قد قرأنا في الآية (24) من سورةالبقرة قوله تعالى: فَاتَّقُوا النَّارَالَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ.
بحثان
1- هل كان الشيطان ملكا؟
كما نعلم أنّ الملائكة أطهار و معصومونكما صرّح بذلك القرآن الكريم: بَلْ عِبادٌمُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُبِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِيَعْمَلُونَ «1».و يعود سبب عدم وجود التكبر و الغرور ودوافع ارتكاب الذنوب لدى الملائكة، إلى أنالعقل لا الشهوة يتحكم في أعماقهم.من ناحية ثانية، يتداعى إلى الذهن من خلالاستثناء إبليس في الآيات المذكورة أعلاه(و آيات أخرى في القرآن الكريم) أنّه من صنفالملائكة، بأنّه كان منهم. و هنا يرد علىعصيانه و تمرده و الإشكال التالي: كيف تصدرذنوب كبيرة عن ملك من الملائكة؟ و قد جاء في نهج البلاغة «ما كان اللّهسبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخراج بهمنها ملكا» «2».الآيات المذكورة تحل لنا رموز هذهالمشكلة حينما تقول: كانَ مِنَ الْجِنِّ،و الجن كائنات خفية عن أنظارنا لها عقل وإحساس و غضب و شهوة، و متى ما وردت فيالقرآن كلمة «الجن» فإنّها تعني هذهالكائنات ... لكن من يعتقد من المفسّرين بأنإبليس كان من الملائكة، فإنّما يفسر الآيةالمذكورة آنفا1- الأنبياء، 26- 27.2- نهج البلاغة الخطبة (192) «الخطبةالقاصعة».