و لكن هذا اللزوم سيكون للجملة لا للمتنكما هو الحال في التّفسير الأوّل «1».سبب النّزول الذي أوردناه في بدايةالآيات يؤيد التّفسير الأوّل، حيث أنّالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قد وعدبالإجابة على أسئلة قريش حول أصحاب الكهفو غيرها بدون ذكر جملة (إن شاء اللّه) لذلكتأخّر عنه الوحي فترة، لكي يكون ذلكتحذيرا لرسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم و يكون عبرة لجميع الناس.و بعد ذلك يقول القرآن: وَ اذْكُرْرَبَّكَ إِذا نَسِيتَ و هذه إشارة إلى أنّالإنسان إذا نسي قول (إن شاء اللّه) و هويتحدّث عن أمر مستقبلي، فعليه أن يقولهافور تذكره، حيث يعوّض بذلك عمّا مضى منه.و بعد ذلك جاء قوله تعالى: وَ قُلْ عَسىأَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْهذا رَشَداً.
بحوث
1- قوله تعالى: رَجْماً بِالْغَيْبِ
كلمة (رجم) تعني في الأصل الحجارة أو رميالحجارة، ثمّ أطلقت بعد ذلك على أي نوع منأنواع الرمي. و تستخدم في بعض الأحيانكناية عن (الاتهام) أو (الحكم استنادا إلىالظن و الحدس). و كلمة (بالغيب) تأكيدا لهذاالمعنى، يعني لا تحكم بدون الاستناد علىمصدر أو علم.2- الواو في قوله: وَ ثامِنُهُمْكَلْبُهُمْ
في الآيات أعلاه وردت جملة رابِعُهُمْكَلْبُهُمْ و سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْبدون1- يجب الانتباه إلى أنّه طبقا للتفسيرالأوّل فإنّ هناك جملة مقدّرة و هي (أنتقول) و يصبح المعنى بعد التقدير (إلّا أنتقول إن شاء اللّه) أمّا وفقا للتفسيرالثّاني فليس ثمّة حاجة لهذا التقدير.