4- كل شيء يعتمد على مشيئته تعالى
إنّ ذكر جملة (إن شاء اللّه) عند اتّخاذالقرارات المرتبطة بالمستقبل ليس نوعا منالأدب في محضر الخالق جلّ و علا و حسب، بلهو بيان لحقيقة أنّنا لا نملك شيئا منعندنا، بل هو من عنده تعالى، و كلنا نعتمدو نستند إليه لأنّه هو المستقل بالذاتفقط، فلو تحركت كل السكاكين و الشفرات فيالعالم لتقطع عرقا واحدا فإنّها لا تستطيعمن دون إذنه تعالى.إنّ هذه الحقيقة هي نفسها (توحيد الأفعال)ففي الوقت الذي يملك الإنسان حريته وإرادته، فإنّ تحقق أي شيء و أي عمل إنّمايرتبط بمشيئة الخالق جلّ و علا.إنّ تعبير (إن شاء اللّه) يزيد من توجهنانحو اللّه تبارك و تعالى، و يمنحنا القوّةو القدرة على الإنجاز، و هو مدعاة إلىتزكية و طهارة و صحة الأعمال أيضا.و نستفيد من بعض الرّوايات أنّ الإنسانإذا ذكر كلاما عن المستقبل بدون ذكر (إنشاء اللّه) فإنّ اللّه سوف يكله إلى نفسه ويخرجه من مظلة حمايته «1».و في حديث عن الإمام الصادق عليه السّلامنقرأ أنّه عليه السّلام أمر يوما بكتابةرسالة، و عند ما جاؤوا بالرسالة إليهوجدها خالية من كلمة (إن شاء اللّه) فقالعليه السّلام: «كيف رجوتم أن يتمّ هذا وليس فيه استثناء، انظروا كل موضع لا يكونفيه استثناء فاستثنوا فيه».5- الإجابة على سؤال
قرأنا في الآيات- محل البحث- أنّ اللّهيخاطب رسوله بقوله: وَ اذْكُرْ رَبَّكَإِذا نَسِيتَ «2» و هي إشارة إلى أنك عند ماتنسى ذكر (إن شاء اللّه) و تتذكر بعد ذلك1- نور الثقلين، ج 3، ص 253 و 254.2- المصدر السّابق.