امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 9 -صفحه : 556/ 509
نمايش فراداده

الشديد العداوة، و تطلق على المتعصبالعنود في عداوته، و لا منطق له.

و تقول الآية الأخيرة كتهدئة لخاطرالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والمؤمنين، و تسلية لهم، خاصّة مع ملاحظةأنّ هذه السورة نزلت في مكّة، و كانالمسلمون يومذاك تحت ضغط شديد جدّا. و كذلكتقول بنبرة التهديد و التحذير لكل الأعداءاللجوجين العنودين: وَ كَمْ أَهْلَكْناقَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّمِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُلَهُمْ رِكْزاً.

«الركز» بمعنى الصوت الهادى‏ء، و يقالللأشياء التي يخفونها تحت الأرض:

«ركاز»، أي إنّ هؤلاء الأقوام الظالمين،و أعداء الحق و الحقيقة المتعصبين، قد تمّتدميرهم و سيحقهم الى حدّ لا يسمع صوت خفيمنهم.

بحثان‏

1- محبّة علي عليه السّلام في قلوبالمؤمنين‏

لقد صدرت روايات عديدة عن النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم في سبب نزول قولهتعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُلَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا في كثير من كتبالحديث و تفسير السنة و الشيعة، و هي تبيّنأنّ هذه الآية نزلت لأول مرّة في حق عليعليه السّلام، و من جملة من يمكن ذكرهم:العلّامة الزمخشري في الكشاف، و سبط ابنالجوزي في التذكرة، و الكنجي الشافعي، والقرطبي في تفسيره المشهور، و محب الدينالطبري في ذخائر العقبى، و النيسابوري فيتفسيره المعروف، و ابن الصباغ المالكي فيالفصول المهمة، و السيوطي في الدرالمنثور، و الهيثمي في الصواعق المحرقة، والآلوسي في روح المعاني. و من جملةالأحاديث:

1- يروي الثعلبي في تفسيره عن البراء بنعازب: إنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم قال لعلي عليه السّلام: «قل: اللّهماجعل لي عندك عهدا، و اجعل لي في قلوبالمؤمنين مودّة»،