امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 105
نمايش فراداده

إضافة إلى أنّه إذا تقرّر أن يعاقب جميعالمجرمين فورا، فسوف لا يبقى أحد حيّا علىوجه الأرض: وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُالنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَعَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ «1».

و بناء على هذا فيجب أن تكون هناك مهلة وفترة تعطى لكلّ المرتبطين بطريق الحقّحتّى يرجع المجرمون إلى أنفسهم و يسلكواسبيل الصلاح، و لتكون كذلك فرصة لتهذيبالنفس.

إنّ التعبير بـ (أجل مسمّى) بالشكل الذييفهم من مجموع آيات القرآن، إشارة إلىالزمان الحتمي لنهاية حياة الإنسان «2».

و على كلّ حال، فإنّ الظالمين الذين لاإيمان لهم و المجرمين يجب أن لا يغترّوابتأخير العذاب الإلهي، و أن لا يغفلوا عنهذه الحقيقة، و هي أنّ لطف اللّه و سنّتهفي الحياة، و قانون التكامل هذا، هو الذييفسح المجال لهؤلاء.

ثمّ يوجّه الخطاب إلى النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم، فيقول: فَاصْبِرْ عَلى‏ما يَقُولُونَ و من أجل رفع معنوياتالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم و تقويةقلبه، و تسلية خاطره، فإنّه يؤمر بمناجاةاللّه و الصلاة و التسبيح فيقول: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِالشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِها وَ مِنْآناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرافَالنَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى‏ و لا يتأثّرقلبك جرّاء كلامهم المؤلم.

لا شكّ أنّ هذا الحمد و التسبيح محاربةللشرك و عبادة الأصنام، و في الوقت نفسهصبر و تحمّل أمام أقوال المشركين السيّئة،و كلامهم الخشن. إلّا أنّ هناك بحثا بينالمفسّرين في أنّ المقصود من الحمد والتسبيح هل الحمد و التسبيح المطلق، أمأنّه إشارة إلى خصوص الصلوات الخمساليوميّة؟ فجماعة يعتقدون بأنّه يجب أنيبقى ظاهر العبارات على معناه الواسع، ومن ذلك يستفاد أنّ المراد هو التسبيح‏

1- النحل، 61.

2- لمزيد الإيضاح راجع البحث المفصّل الذيذكرناه في ذيل الآية (1 و 2) من سورة الأنعام.و نذكر في الضمن أنّ جملة (أجل مسمّى) منناحية التركيب النحوي عطف على (كلمة).