امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 137
نمايش فراداده

فنحن نقرأ في الآية (17) من سورة محمّد قولهتعالى: وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْهُدىً فهل يدلّ التعبير بالزيادة إلّا علىالتكامل؟

و هنا ينقدح سؤال، و هو: إذا كان الهدف هوالتكامل، فلما ذا لم يخلق اللّه الإنسانكاملا منذ البداية حتّى لا يكون محتاجاإلى طيّ مراحل التكامل؟

إنّ أساس هذا الإشكال هو الغفلة عن هذهالنقطة، و هي أنّ العنصر الأصلي للتكاملهو التكامل الاختياري، و بتعبير آخر فإنّالتكامل يعني أن يطوي الإنسان الطريقبنفسه و إرادته و تصميمه، فإذا أخذوا بيدهو أوصلوه بالقوّة و الجبر فليس هذاافتخارا و لا تكاملا.

فمثلا: لو أنفق الإنسان فلسا واحدا منماله بإرادته و تصميمه، فقد طوى من طريقالكمال الأخلاقي بتلك النسبة، في حين أنّهلو أجبر على إنفاق الملايين من ثروته،فإنّه لم يتقدّم خطوة واحدة في ذلكالطريق، و لذلك صرّح القرآن بهذه الحقيقةفي الآيات المختلفة، و هي أنّ اللّهسبحانه لو شاء لأجبر الناس على أن يؤمنوا،إلّا أنّ هذا الإيمان لا نفع فيه لهؤلاء:وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِيالْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً «1».

1- يونس، 99.