امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 302
نمايش فراداده

لو دقّقنا في مفهوم السجود في هذه الآيةلرأيناه يجمع بين المفهومين التشريعي والتكويني، فتتيسّر الإجابة عن هذاالسؤال، لأنّ سجود الشمس و القمر و النجومو الجبال و الأشجار و الأحياء تكويني، وسجود البشر تشريعي يؤدّيه ناس و يأباهآخرون، فصدق فيهم القول: كَثِيرٌ حَقَّعَلَيْهِ الْعَذابُ. و استخدام لفظ واحدبمفهوم شامل عامّ مع الاحتفاظ بمصاديقه لايضرّه شيئا، حتّى عند الذين لا يجيزوناستخدام كلمة واحدة لعدّة معان. فكيف بنا ونحن نجيز استعمال كلمة واحدة في معانعديدة؟

2- هل سجود الملائكة تشريعي؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ عبارة يَسْجُدُ لَهُمَنْ فِي السَّماواتِ تضمّ الملائكة، وسجودهم تشريعي، لأنّهم عقلاء ذوو أحاسيس وعلم و إرادة، أي أنّ سجودهم عبادة و خضوععلى وفق إرادتهم و وعيهم، بدلالة ما قالهالقرآن الكريم عنهم:

لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ «1».

أجوبة عن استفسارات‏

1- لماذا جاءت عبارة كَثِيرٌ مِنَالنَّاسِ بعد وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ التيتضمّ البشر كلّهم؟

يمكن القول أنّ هذه العبارة إيضاح لعبارةمَنْ فِي الْأَرْضِ أي أنّ أهل الأرضفئتان: الأولى مؤمنة خاضعة للّه، و الأخرىكافرة متمرّدة عنيدة.

و قال بعض المفسّرين: إنّ تعبير مَنْ فِيالْأَرْضِ بصيغة العامّة إشارة إلىالسجود التكويني، الذي يشترك فيه جميعالناس بما فيهم الكفرة، حيث تشارك‏

1- التحريم، 6.