إلّا أنّها أضحت خرائب بعد أن هلكأصحابها، و النتيجة إنّهم تركوا مساكنهم وقصورهم المجلّلة، و أهملوا مياههم وعيونهم التي كانت مصدر حياتهم و عمرانأراضيهم و ذهبوا. و كذلك الآبار الغنيّةبالماء أصبحت معطّلة لا ماء فيها.
ممّا يلفت النظر التّفسير الذي ورد عن أهلالبيت عليهم السّلام حيث فسّروا وَ بِئْرٍمُعَطَّلَةٍ بالعلماء الذين لا يستفيدمنهم المجتمع، فبقيت علومهم معطّلة.
فقد روي عن الإمام موسى بن جعفر عليهالسّلام في تفسير عبارة وَ بِئْرٍمُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ قوله:
«البئر المعطّلة الإمام الصامت، و القصرالمشيد الإمام الناطق»
و بهذا المعنى روي أيضا عن الإمام الصادقعليه السّلام «1».
و هذا التّفسير نوع من التشبيه (مثلمايشبه المهدي (عج) ناشر العدل في العالمبالماء المعيّن) أي إنّ الإمام عند مايستقرّ في دست الحكم يكون كالقصر المشيد،يجلب انتباه الداني و البعيد و يكون ملجأللجميع. و إذا أبعد عن الحكم و تخلّى الناسعنه، احتلّ مكانه من لا يستحقّه فيكونعندها كبئر امتلأت ماء، إلّا أنّها معطّلةلا يستفاد منها فلا تروي عطشانا و لا تسقيزرعا.
ما أحسن ما أنشد الشاعر العربي:
1- تفسير البرهان، المجلّد الثّالث، صفحة-30. 2- المصدر السابق.