امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 422
نمايش فراداده

كما انتقلت آخر هذه الآيات إلى بحث مسألةالمعاد «1».

أجل، يمكن أن تعرف عظمة اللّه في خلقالإنسان في ظلمات الرحم، و اتّخاذه في كلّمرحلة صورة جديدة مدهشة، و كأنّ عشراتالأشخاص من رسّامين و صنّاع مبدعينالتفّوا حول هذه القطرة من الماء، و عملواليل نهار ليخرجوها بهذه الصورة البديعة، ولتمرّ من صورة إلى أخرى أبدع، حتّى تمرّ فيمختلف مراحل الحياة.

و إذا تمكّنا من تصوير مراحل نمو الجنينبشكل كامل في فيلم سينمائي، و عرضناهالفهمنا مدى العجائب التي تكمن في هذاالعمل. و بتقدّم علم الجنين في عصرنا ودراسات العلماء و تجاربهم المختبرية علىهذا الأمر، اتّضحت الكثير من الغوامض التيعند ما يطّلع عليها المرء يصرخ دون إرادتهفَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُالْخالِقِينَ هذا من جهة.

و من جهة ثانية نلاحظ الخلق المتعاقب واتّخاذه صورة جديدة في كلّ مرحلة، وبالتالي ظهور إنسان للوجود كامل الخلق منتلك القطرة الصغيرة من الماء ... كلّ ذلكيدلّ على قدرة اللّه على بعث الإنسانثانية إلى الحياة. و بهذا يمكن البرهنةبدليل واحد على مسألتين «2».

2- آخر مرحلة في تكامل جنين الإنسان فيالرحم‏

ممّا يلفت النظر استخدام الآيات السابقةلمراحل الجنين الخمسة تعبير «الخلق»، فيحين استخدمت كلمة «الإنشاء» لآخر مرحلة، وكما ذكر اللغويون فإنّ كلمة «الإنشاء»تعني (خلق الشي‏ء مع تربيته) و هذا التعبيريدلّ على اختلاف‏

1- تناولنا في بداية سورة الحجّ خلال البحثالآيتين الخامسة و السابعة أدلّة المعاد ومنها استعراض مراحل الجنين في الرحم.

2- شرحنا مراحل الجنين و عظمة الخلق فيهافي تفسير الآية السادسة من سورة آل عمرانهُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ (فِيالْأَرْحامِ) كَيْفَ يَشاءُ.