امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 10 -صفحه : 540/ 464
نمايش فراداده

و هذا الانغمار في الجهل لا يسمح بمعرفةهذه الحقائق، و يمنع الضالّين من العودةإلى أنفسهم و إلى اللّه تعالى.

و تضيف هذه الآية وَ لَهُمْ أَعْمالٌ مِنْدُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ، و قدأورد المفسّرون تفاسير لقوله سبحانه: وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ فبعضهمقال: إنّها تعني الأعمال السيّئة التييقترفها الناس عن جهالة (فعلى هذا تكون«ذلك» إشارة إلى جهلهم)، و الأعمال هيالذنوب التي يرتكبها الإنسان عن غير علم ووعي و قال آخرون: إنّ المراد هو أنّهمإضافة إلى كفرهم ارتكبوا أنواعا منالأعمال السيّئة.

و احتمل آخرون اختلاف برنامج الكفرة عنبرنامج المؤمنين اختلافا كبيرا.

و نحن نرى عدم اختلاف هذه التفاسير فيمابينها في نهاية الأمر، و يمكن الجمعبينها، المهمّ هو الانتباه إلى أنّ مصدرالأعمال الشريرة يكمن في انغمار القلوب فيالجهالة.

و لكن هؤلاء المترفين يبقون في هذه الغفلةما داموا في نعيمهم، فإذا جاءهم العذابفهم يصرخون كالوحوش من شدّة العذابالإلهي، كما تقول الآية: حَتَّى إِذاأَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِإِذا هُمْ يَجْأَرُونَ.

فيخاطبون لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَإِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ.

أمّا لماذا ورد ذكر «المترفين» هنا فحسبمع أنّ المذنبين لا يختصّون بهم؟

السبب هو إمّا لكونهم قادة للضالّين، أولأنّ عذابهم شديد جدّا.

ثمّ إنّ هذا العذاب يحتمل أن يكون دنيويّاأو اخرويّا أو كليهما. حيث يصيبهم العذابفي هذه الدنيا أو في الآخرة فيرتفعصراخهم، و يستغيثون فلا يغاثون.

و تكشف الآية التالية عن سبب هذا المصيرالمشؤوم‏

الآيات السابقة إليها.