امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 137
نمايش فراداده

الإنسانية و مقدار ثوابها و عقوبتها.

الجدير بالملاحظة أنّ تعبير (إمام) ورد فيبعض آيات القرآن الكريم للتعبير عن«التوراة» حيث يقول سبحانه و تعالى: أَفَمَنْ كانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْرَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى‏ إِماماً وَرَحْمَةً.

و إطلاق كلمة «إمام» في هذه الآية على«التوراة» يشير إلى المعارف و الأحكام والأوامر الواردة في التوراة، و كذلكللدلائل و الإشارات المذكورة بحقّ نبيالإسلام صلّى الله عليه وآله وسلّم، ففيكلّ هذه الأمور يمكن للتوراة أن تكونقائدا و إماما للخلق، و بناء على ذلك فإنّالكلمة المزبورة لها معنى متناسب معمفهومها الأصلي في كلّ مورد استعمال.

مسألتان‏

1- أنواع الكتب التي تثبت بها أعمالالناس‏ يستفاد من الآيات القرآنية الكريمة أنّأعمال الإنسان تدون و تضبط في أكثر منكتاب، حتّى لا يبقى له حجّة أو غدر يومالحساب.

أوّلها: «صحيفة الأعمال الشخصية» التيتحصى جميع أعمال الفرد على مدى عمرهاقْرَأْ كِتابَكَ كَفى‏ بِنَفْسِكَالْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً «1».

هناك حيث تتعالى صرخات المجرمينيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَاالْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لاكَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها. «2» و هوالكتاب الذي يأخذه المحسنون في أيمانهم والمسيئون في شمائلهم- الحاقّة 19 و 25.

ثانيا: «صحيفة أعمال الامّة» و التي تبيّنالخطوط الاجتماعية لحياتها، كما

1- الإسراء، 14.

2- الكهف، 49.