امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 223
نمايش فراداده

التائبين التي تروى‏ عن الإمام السجّاد عليه السّلام فيالصحيفة السجادية ورد «و أمات قلبي عظيمجنايتي».

و الآيات مورد البحث تأكيد على هذهالحقيقة.

فهل أنّ من يرضى من حياته فقط بأن يعيش غيرعالم بشي‏ء في هذه الدنيا، و يجري دائمامدار العيش الرغيد الرتيب، لا يعبأ بظلامةالمظلوم، و لا يلبّي نداء الحقّ، يفكّر فينفسه فقط، و يعتبر نفسه غريبا حتّى عن أقربالأقرباء، هل يعتبر مثل هذا إنسانا حيّا؟ و هل هي حياة تلك التي تكون حصيلتها كميّةمن الغذاء المصروف، و إبلاء بعض الألبسة،و النوم و الاستيقاظ المكرور؟ و إذا كانتتلك هي الحياة فما هو فرقها عن حياةالحيوان؟ إذا يجب أن نقرّ و نعترف بأنّ وراء هذهالحياة الظاهرية يكمن عقل و حقيقة أكّدعليها القرآن و تحدّث عنها.

الجميل أنّ القرآن يعتبر الموتى الذينكان لموتهم آثار الحياة الإنسانية أحياء،و لكن الأحياء الذين ليس فيهم أي من آثارالحياة الإنسانية فانّهم في منطق القرآنالكريم أموات أذلّاء.