«1».
الآية الأخيرة من هذه الآيات و هي في ذاتالوقت آخر آية من سورة «يس» تنهي البحث فيمسألة المبدأ و المعاد بشكل جميل و بطريقةالاستنتاج الكلّي فتقول: فَسُبْحانَالَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّشَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.
و مع الأخذ بنظر الإعتبار أنّ «ملكوت» منأصل «ملك»- على وزن حكم- بمعنى الحكومة والمالكية، و إضافة (الواو) و (التاء) إليهاللتأكيد و المبالغة، يتّضح أنّ معنى الآيةكما يلي: إنّ الحاكمية و المالكية المطلقةبدون أدنى قيد أو شرط بيد قدرته المطلقة، وكذلك فإنّ اللّه سبحانه منزّه و مبرّأ عنأي عجز أو نقص في القدرة، و بهذا الشكلفإنّ إحياء الموتى و إلباس العظامالمتفسّخة لباس الحياة من جديد، كلّ ذلكلن يشكّل لديه أيّة مشكلة، و لذلك فاعلموايقينا أنّكم إليه ترجعون و أنّ المعاد حقّ.
لقد تقدّمت منّا الوعود بأن نتعرّض لبحثمركز في مسألة المعاد في ختام سورة (يس) وها نحن نفي بهذه الوعود و نشبع هذه المسألةبحثا من خلال ستّة مباحث لنعرضها
إذا كان الإنسان قد خلق للفناء فيجب أنيكون عاشقا للفناء، و أن يلتذّ بنهايةعمره و بموته في حين أنّنا نرى أنّ الموتبمعنى الفناء لم يكن سارا للإنسان في أيوقت، و هو يفرّ منه بكلّ وجوده.
1- هناك بحث آخر في تفسير جملة «كن فيكون»في تفسير الآية (117) من سورة البقرة.