امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 270
نمايش فراداده

إلّا أنّ هؤلاء غفلوا عن هذه الحقيقة، وهي أنّ حساب اللّه لا علاقة له بالعباد،فاللّه تعالى- من أجل توجيه الإنسان- يقسمبآيات «الآفاق» و «الأنفس» و دلائل قدرتهفي الأرض و السماء، و ذلك لكي يتفكّرالإنسان بتلك الآيات، و عن طريقها يعرفربّه.

و جدير بالذكر أنّ بعض آيات القرآنالمجيد، و منها آيات سورة الشمس تقسمبموجودات الكون إلى جانب القسم بذات اللّهالمقدّسة، إذن فالتقدير هنا غير سديد، إذيقول القرآن الكريم: وَ السَّماءِ وَ مابَناها وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها وَنَفْسٍ وَ ما سَوَّاها «1».

على أيّة حال، فإنّ ظاهر الآيات- محلّالبحث- يدلّ على أنّ المجموعات الثلاث هيالمقسم بها، و تقدير الشي‏ء هنا خلافللظاهر، و لا يمكن قبوله بغير دليل.

الآن نرى ما هو المراد من هذه الأقسامالمفعمة بالمعاني، أي القسم بالملائكة والإنس؟ الآية التالية توضّح ذلك و تقول: إِنَّإِلهَكُمْ لَواحِدٌ.

قسم بتلك المقدّسات التي ذكرناها فإنّالأصنام ستزول و تدمّر، و إنّه ليس هناك منشريك و لا شبيه و لا نظير للّه سبحانه وتعالى.

ثمّ يضيف رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِوَ ما بَيْنَهُما وَ رَبُّ الْمَشارِقِ.

و هنا نطرح سؤالين:

1- ما هي الضرورة لذكر «المشارق» بعد ذكرالسماوات و الأرض و ما بينهما، رغم أنّالمشارق هي جزء منهما.

و يتّضح الجواب من خلال الالتفات إلى هذهالنقطة و هي: إنّ المراد من «المشارق» هوالإشارة إلى مواقع شروق الشمس في أيّامالسنة، أو إلى مشارق‏

1- سورة الشمس، الآيات 5- 7.