و الأخلاقية و الاجتماعية بعد النّبيالأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
و قد عكست خطب أمير المؤمنين عليه السّلامو كلماته في نهج البلاغة نماذج من تلكالمسائل .. المسائل التي يعدّ الإيمان بهاو العمل على أساسها وسيلة مؤثّرة للخروجمن صفّ أهل جهنّم و الاستقرار على صراطاللّه المستقيم.
الآيات المذكورة أعلاه و آيات اخرى فيالقرآن الكريم، تضمّنت إشارات ذات مغزى عنالتخاصم الذي يقع بين الأتباع و المتبوعينيوم القيامة أو في جهنّم و هذا تحذير مفيدلكلّ من يضع عقله و دينه تحت تصرّف أئمّةالضلال.
و مع أنّ كلّ واحد يسعى في ذلك اليومللتبرؤ من الآخر، و حتّى أنّه يحاول إلقاءتبعات ارتكاب الذنب عليه، و لكن بتلكالحال لا يستطيع أي واحد منهم إثباتبراءته.
و شاهدنا في الآيات المذكورة أعلاه أنّأئمّة الغواية و الضلال يقولون بصراحةلتابعيهم: إنّ سبب تأثيرنا عليكم هو وجودروح الطغيان في داخلكم بَلْ كُنْتُمْقَوْماً طاغِينَ.
هذا الطغيان هيّأ لديكم أرضية التأثّربإغوائنا، و عبّر هذا الطريق تمكّنا مننقل الخرافات إليكم فَأَغْوَيْناكُمْإِنَّا كُنَّا غاوِينَ.
التوجّه الدقيق لمعنى (أغوى) و المشتقّةمن (غي) يوضّح الموضوع، لأنّ كلمة (غيّ) كمايقول الراغب في (مفرداته) تعني الجهلالناشئ من المعتقدات الفاسدة، إذ أنّأئمّة الضلال بقوا بعيدين عن معرفة حقائقالوجود و الحياة، و نقلوا جهلهم ومعتقداتهم الفاسدة إلى تابعيهم الذينكانوا يحملون روح الطغيان في مقابل أمرالباري عزّ و جلّ.
و بهذا الدليل يعترفون هناك بأنّهم هم وتابعوهم يستحقّون العذاب، فَحَقَّعَلَيْنا