امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 300
نمايش فراداده

العذاب الإلهي الذي سيعذّب به المستكبرونفَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِبِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِيالْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ. «1» لكن هؤلاء برّروا ارتكابهم للذنوبالكبيرة بتبريرات أسوأ من ذنوبهم، كقولهم:

هل نترك آلهتنا و أصنامنا من أجل شاعرمجنون وَ يَقُولُونَ أَ إِنَّالَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍمَجْنُونٍ.

لقد أطلقوا على النّبي الأكرم صلّى اللهعليه وآله وسلّم كلمة (شاعر) لأنّ كلامهكان ينفذ إلى قلوبهم و يحرّك عواطفهم،فأحيانا كان يتكلّم إليهم بكلام يفوق أفضلالأشعار وزنا، في الوقت الذي لم يكن حديثهشعرا، و كانوا يعتبرونه (مجنونا) لكونه لميتلوّن بلون المحيط الذي يعيش فيه، و وقفموقفا صلبا أمام العقائد الخرافية التييعتقد بها المجتمع المتعصّب حينذاك،الموقف الذي اعتبره المجتمع الضالّ في ذاكالوقت نوع من الانتحار الجنوني، في الوقتالذي كان أكبر فخر لرسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم، هو عدم استسلامه للوضعالسائد حينذاك.

و هنا تدخل القرآن لردّ ادّعاءاتهمالتافهة و الدفاع عن مقام الوحي و رسالةالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، عند ماقال: بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَ صَدَّقَالْمُرْسَلِينَ.

فمحتوى كتابه من جهة، و توافق دعوته معدعوات الأنبياء السابقين من جهة اخرى، هيخير دليل على صدق حديثه.

و أمّا أنتم أيّها المستكبرون الضالّون،فإنّكم ستذوقون العذاب الإلهي الأليمإِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِالْأَلِيمِ.

و لا تتصوّروا أنّ اللّه منتقم، و أنّهيريد الانتقام لنبيّه منكم، كلّا ليس كذلكوَ ما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْتَعْمَلُونَ.

و حقيقة الأمر أنّ أعمالكم سوف تتجسّدأمامكم، لتبقى معكم لتؤذيكم و تعذّبكم، وجزاؤكم إنّما هو نتيجة أعمالكم و تكبّركمو كفركم و عدم إيمانكم باللّه‏

1- الأحقاف، 20.