امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 314
نمايش فراداده

و قد جاء في كلمات بعض المفسّرين أنّللجنّة كوة ينظر منها أهل الجنّة إلى أهلالنار.

و آيات سورة الأعراف توضّح بصورة جيّدةالرابطة الموجودة بين الفريقين وَ نادى‏أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِأَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّناحَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَرَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْفَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ،«1» كما يمكن الاستفادة من الآية (46) فيسورة الأعراف بهذا الشأن وَ بَيْنَهُماحِجابٌ أي أنّ هناك حجاب بين أهل الجنّة وأهل النار.

و كلمة (نادى) يستخدمها- بصورة طبيعية-المتكلّم عند بعد، و توضّح في الآية مكان ومرتبة الفريقين.

على أيّة حال، و كما ذكرنا عدّة مرّات،فإنّ أوضاع و أحوال يوم القيامة تختلفكثيرا عن أوضاع عالمنا الحالي، و نحن لانستطيع تقييم الأوضاع هناك وفق معاييرعالمنا.

2- بحقّ من نزلت هذه الآيات‏ بعض المفسّرين ذهب إلى أنّ سبب نزولالآيات المذكورة أعلاه هو ما ورد في سورةالكهف كمثال، وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًارَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِماجَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنابَيْنَهُما زَرْعاً .... «2» و قد جاء في هذه الآيات أنّ أحد الشخصينكان متكبّرا و مغرورا جدّا، إضافة إلىأنّه كان ينكر المعاد، و الآخر كان مؤمنيعتقد بالقيامة، و فيما بعد نزل العذابالإلهي على الشخص المغرور الكافر و هو فيهذه الدنيا، إذ فقد ثروته و أحاط به‏

1- الأعراف، 44.

2- سورة الكهف، الآيات 32 إلى 43.