و مؤكّدة بأنواع التأكيدات إِنَّ هذالَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.ما أعظم هذا الفوز الذي يغرق فيه الإنسانبنعمة الخلود و الحياة الأبدية، و تشملهالألطاف الإلهية؟ و ماذا يتصوّر أفضل وأعظم من ذلك؟ ثمّ يقول تبارك و تعالى في ختام البحثجملة واحدة قصيرة توقظ القلوب و تهزّالأعماق، لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِالْعامِلُونَ أي لمثل هذا فليعمل الناس، ومن أجل نيل هذه النعم فليسع الساعون.بعض المفسّرون يحتملون في كون الآيةالأخيرة أنّها من كلام أصحاب الجنّة، وهذا الاحتمال مستبعد جدّا، لأنّ الإنسانفي ذلك اليوم غير مكلّف، و بعبارة اخرى لايوجد أي تكليف في ذلك اليوم حتّى يستنتج منالكلام أنّه تشجيع للآخرين، في الوقت الذييوضّح فيه ظاهر الآية إنّها استنتاجللآيات السابقة، و أنّها تدفع الناس إلىالإيمان و التوجّه إلى العمل، لذا كان منالمناسب أن يورد الباري عزّ و جلّ هذاالحديث في نهاية هذا البحث.