اتّبعتمونا بإشارة واحدة، و لماذا لمتستجيبوا لدعوة الأنبياء و الصالحين؟ إذافالخلل فيكم أنتم، اذهبوا و لوموا أنفسكمو العنوها. و دليلنا واضح، إذ لم تكن لنا أيسلطة عليكم، و لم نضغط عليكم و نجبركم لعملأي شيء وَ ما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْسُلْطانٍ.إنّما أنتم قوم طغاة و معتدون، و أخلاقكمو طبيعتكم الظالمة صارت سبب تعاستكم بَلْكُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ.و كم هو مؤلم أن يرى الإنسان قائده و إمامهالذي كان قد ارتبط به قلبيّا طوال عمره، قدتسبّب في تعاسته و شقائه ثمّ يتبرّأ منه، ويلقي كلّ الذنوب على عاتقه؟ في الحقيقة، إنّ كلا المجموعتين صادقة فيقولها، فلا هؤلاء، أبرياء و لا أولئك،فالغواية و الشيطنة كانت من أولئك، و تقبلالغواية و الاستسلام كان من هؤلاء.فجدا لكم لا يؤدّي إلى نتيجة، و هنا يعترفأئمّة الضلال بهذه الحقيقة، و يقولون:بهذا الدليل ثبت أمر اللّه علينا، و صدرحكم العذاب بحقّ الجميع، و سينالنا جميعاعذاب اللّه فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُرَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ.إنّكم كنتم طاغين، و هذا هو مصير الطغاة،أمّا نحن فقد كنّا ضالّين و مضلّين.فنحن أضللناكم كما كنّا نحن أنفسناضالّين فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّاغاوِينَ.بناء على ذلك ما الذي يثير العجب في أننكون جميعا شركاء في هذه المصائب و هذاالعذاب؟