في الآية (122) من سورة الأنعام نقرأ: أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِيالنَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِيالظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها.
و في ختام الآية يضيف تعالى: إِنَّاللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ لكي يسمعدعوة الحقّ و يلبّي نداء التوحيد و دعوةالأنبياء وَ ما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْفِي الْقُبُورِ.
فمهما بلغ صراخك، و مهما كان حديثك قريبامن القلب، و مهما كان بيانك معبّرا، فإنّالموتى لا يسعهم إدراك شيء من ذلك، و منفقد الروح الإنسانية نتيجة الإصرار علىالمعاصي، و غرق في التعصّب و العناد والظلم و الفساد، فبديهي أنّ ليس لديهالاستعداد لقبول دعوتك.
و عليه فلا تقلق من عدم إيمانهم، و لاتجزع، فليس عليك من وظيفة إلّا الإبلاغ والإنذار إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ.
بحوث
1- آثار الإيمان و الكفر نعلم أنّ القرآن لا يعير اهتماما للحواجزالجغرافية و العرقية و الطبقية و أمثالهاممّا يفرّق بين الناس، فالقرآن الكريميعتبر أنّ الحدّ هو الحدّ بين [الإيمان والكفر]، و عليه فإنّه يقسّم المجتمعالبشري إلى قسمين «المؤمنين» و«الكافرين».
و لتعريف «الإيمان» شبّهه القرآن الكريمبـ «النور»، كما أنّه شبّه الكفر بـ«الظلام» و هذا التشبيه أحسن مؤشّر على مايستخلصه القرآن الكريم من مسألة الكفر والإيمان «1».
فالإيمان نوع من الإحساس و النظرةالباطنية، و نوع من العلم و المعرفةمتوائمة
1- راجع الآيات 257: البقرة، 15: المائدة، 16:المائدة، 1 و 5: إبراهيم، 22: الزمر، 9:الحديد، 11: الطلاق.