الآية الأخيرة في بحثنا هذا- التي هيبمثابة عصارة القصّة من أوّلها حتّىآخرها- تقول: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراًنِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ.و من الواضح أنّ دعاء أيّوب البارئ عزّ وجلّ، و طلبه دفع الوساوس الشيطانية عنه، ورفع البلاء و المرض عنه، كلّ هذه لا تتنافىمع مقام صبره و تحمّله، ذلك الصبر والتحمّل الذي استمرّ لمدّة سبع سنين، و فيروايات اخرى لمدّة ثمانية عشر عاما-للأوجاع و الأمراض و الفقر و العسر واستمرار الشكر.الذي يلفت النظر في هذه الآية أنها أعطتثلاثة أوصاف لأيّوب، كلّ واحد منها إنتوفّر في أي إنسان فهو إنسان كامل.أوّلا: مقام عبوديته.ثانيا: صبره و تحمّله و ثباته.ثالثا: إنابته المتكرّرة إلى اللّه.