الإنسانية و مقدار ثوابها و عقوبتها.الجدير بالملاحظة أنّ تعبير (إمام) ورد فيبعض آيات القرآن الكريم للتعبير عن«التوراة» حيث يقول سبحانه و تعالى: أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْرَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً.و إطلاق كلمة «إمام» في هذه الآية على«التوراة» يشير إلى المعارف و الأحكام والأوامر الواردة في التوراة، و كذلكللدلائل و الإشارات المذكورة بحقّ نبيالإسلام صلّى الله عليه وآله وسلّم، ففيكلّ هذه الأمور يمكن للتوراة أن تكونقائدا و إماما للخلق، و بناء على ذلك فإنّالكلمة المزبورة لها معنى متناسب معمفهومها الأصلي في كلّ مورد استعمال.
مسألتان
1- أنواع الكتب التي تثبت بها أعمالالناس يستفاد من الآيات القرآنية الكريمة أنّأعمال الإنسان تدون و تضبط في أكثر منكتاب، حتّى لا يبقى له حجّة أو غدر يومالحساب.أوّلها: «صحيفة الأعمال الشخصية» التيتحصى جميع أعمال الفرد على مدى عمرهاقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَالْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً «1».هناك حيث تتعالى صرخات المجرمينيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَاالْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لاكَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها. «2» و هوالكتاب الذي يأخذه المحسنون في أيمانهم والمسيئون في شمائلهم- الحاقّة 19 و 25.ثانيا: «صحيفة أعمال الامّة» و التي تبيّنالخطوط الاجتماعية لحياتها، كما1- الإسراء، 14.2- الكهف، 49.