مرّ في الآيات السابقة جانب من المصيرالمشوّق لأهل الجنّة، و في هذه الآياتمورد البحث جانب بئيس من مصير أهل النار وعبدة الشيطان.أوّلا: يخاطبون في ذلك اليوم خطاباتحقيريا وَ امْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَاالْمُجْرِمُونَ.فأنتم ربّما دخلتم في صفوف المؤمنين فيالدنيا و تلونتم بلونهم تارة، و استفدتممن حيثيتهم و اعتبارهم، أمّا اليوم«فامتازوا عنهم» و أظهروا بشكلكم الأصليالحقيقي.هذا في الحقيقة هو تحقّق للوعد الإلهيالوارد في الآية (28) من سورة ص حيث يقولالباري عزّ و جلّ: أَمْ نَجْعَلُالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ