بحث حياة و موت القلوب
في الإنسان أنواع من الحياة و الموت:
الأوّل: الحياة و الموت النباتي الذيمظهره النمو و الرشد و التغذية و التوالد،و هو في هذا الشأن يشابه جميع النباتات.الثاني: الحياة و الموت الحيواني. و أبرزمظاهرها «الإحساس» و «الحركة»، و هو مشتركفي هاتين الصفتين مع جميع الحيوانات.أمّا النوع الثالث من الحياة الخاصّبالإنسان فقط، فهو (الحياة الإنسانية والروحية). و هو ما قصدته الروايات بقولها«حياة القلوب». حيث أنّ المقصود بالقلبهنا «الروح و العقل و العواطف» الإنسانية.ففي حديث أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاةو السلام حول القرآن يقول:«و تعلّموا القرآن فإنّه أحسن الحديث، وتفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب» «1».و في حديث آخر له عليه أفضل الصلاة و السلاميقول عن الحكمة و التعلّم:«و اعلموا أنّه ليس من شيء إلّا و يكادصاحبه يشبع منه و يملّه إلّا الحياة،فإنّه لا يجد في الموت راحة، و إنّما ذلكبمنزلة الحكمة التي هي حياة للقلب الميّتو بصر للعين العمياء» «2».و قال عليه الصلاة و السلام: «ألا و إنّ منالبلاء الفاقة، و أشدّ من الفاقة مرضالبدن، و أشدّ من مرض البدن مرض القلب، ألاو إنّ من صحّة البدن تقوى القلوب» «3».و يقول عليه الصلاة و السلام: «و من كثركلامه كثر خطؤه، و من كثر خطؤه قلّ 1- نهج البلاغة، خطبة 110، 133 و كلمات قصار 388.2- المصدر السابق.3- المصدر السابق.