بحوث
1- من هو ذبيح اللّه؟
اختلف المفسّرون بشأن الولد الذي امرإبراهيم بذبحه، هل كان (إسماعيل أم إسحاق)الذي لقّب بذبيح اللّه؟ إذ أنّ هناك نقاشابين المفسّرين، فمجموعة تقول:إنّ (إسحاق) هو (ذبيح اللّه) فيما تعتبرمجموعة اخرى (إسماعيل) هو الذبيح،التّفسير الأوّل أكّد عليه الكثير منمفسّري أهل السنّة، فيما أكّد مفسّر والشيعة على أنّ إسماعيل هو الذبيح.و ظاهر آيات القرآن الكريم المختلفةتؤكّد على أنّ إسماعيل هو ذبيح اللّه، وذلك للأسباب التالية:أوّلا: في إحدى آيات القرآن الكريم نقرأوَ بَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَالصَّالِحِينَ. «1» هذه العبارة توضح بصورة جيّدة، أنّ اللّهسبحانه و تعالى بشّر إبراهيم بولادة إسحاقبعد قضيّة الذبح، نتيجة تضحياته، و لهذافإنّ قضيّة الذبح لا تخصّه أبدا، إضافةإلى أنّ الباري عزّ و جلّ عند ما يبشّرأحدا بالنبوّة، فذلك يعني بقاء ذلك الشخصحيّا، و هذا لا يتناسب مع قضيّة الذبح التيخصّت غلاما.ثانيا: نقرأ في الآية 71 من سورة هود، قولهتعالى: فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَ مِنْوَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ هذه الآيةتوضّح أنّ إبراهيم كان مطمئنا على بقاءولده إسحاق، و أنّ اللّه سيرزق إسحاق ولدااسمه يعقوب، و هذا يعني أنّ الذبح لا يشملهأبدا. فالذين اعتبروا إسحاق هو الذبيح،يبدو أنّهم لم يأخذوا بنظر الإعتبار حقيقةهذه الآيات.و نقل عن رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم حديث موثوق، جاء فيه: «أنا ابنالذبيحين» و المقصود من الذبيحين، الأوّل هو والده(عبد اللّه) الذي كان أبوه عبد المطّلب قد1- الصافات، 112.