بالأصفاد، و تخاطب سليمان بأنّه يستطيعإطلاق سراح أي منهم (إن رأى في ذلك صلاحا، وإبقاء من يشاء في قيوده إن رأى الصلاح فيذلك.إلّا أنّ هذا المعنى مستبعد، لأن لايتلاءم مع ظاهر كلمة (عطائنا).5- و النعمة الخامسة و الأخيرة التي منّاللّه سبحانه و تعالى بها على سليمان، هيالمراتب المعنوية اللائقة التي شملته،كما ورد في آخر آية من آيات بحثنا وَ إِنَّلَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَ حُسْنَمَآبٍ.هذه الآية- في الحقيقة- هي الردّ المناسبعلى أولئك الذين يدنّسون قدسية أنبياءاللّه العظام بادّعاءات باطلة و واهيةيستقونها من كتاب التوراة الحاليالمحرّف، و بهذا الشكل فإنّها تبرئ ساحتهمن كلّ تلك الاتّهامات الباطلة والمزيّفة، و تشيد بمرتبته عند البارئ عزّو جلّ، حتّى أنّ عبارة حُسْنَ مَآبٍ التيتبشّره بحسن العاقبة و المنزلة الرفيعةعند اللّه، هي- في نفس الوقت- إشارة إلى زيفالادّعاءات المحرّفة التي نسبتها كتبالتوراة إليه، و التي تدّعي أنّ سليمانانجرّ في نهاية الأمر إلى عبادة الأصنامإثر زواجه من امرأة تعبد الأصنام، و عمدإلى بناء معبد للأصنام، إلّا أنّ القرآنالكريم ينفي و يدحض كلّ تلك البدع والخرافات.