توصّلنا في الآيات السابقة إلى أنّ هناكأفرادا كالأموات و العميان لا تترك مواعظالأنبياء في قلوبهم أدنى أثر، و على ذلكفإنّ الآيات مورد البحث تقصد مواساةالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بهذاالخصوص و تخفيف آلامه لكي لا يغتمّ كثيرا.أوّلا تقول الآية الكريمة: إِنَّاأَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّاخَلا فِيها نَذِيرٌ. فيكفيك من أداءوظيفتك أن لا تقصّر فيها، أوصل نداءك إلىمسامعهم، بشّرهم بثواب اللّه، و أنذرهمعقابه، سواء استجابوا و لم يستجيبوا.الملفت للنظر أنّه تعالى قال في آخر آيةمن الآيات السابقة مخاطبا الرّسول الأكرمإِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ، و لكنّه فيالآية الاولى من هذه الآيات يقول: إِنَّا