و هناك، تلك الأصنام التي خالوها ملجأ وملاذا لهم يوم لا ملجأ لهم، أصبحت بلا ناصرو لا معين.
ثمّ تحوّل جوّ السكوت الذي خيّم عليهملحظة مشاهدة المشهد، تحوّل إلى صراخ واستفسار عمّن فعل ذلك بآلهتهم؟ و لم يمرّ وقت طويلا، حتّى تذكّروا وجودشاب يعبد اللّه في مدينتهم اسمه إبراهيم،كان يستهزئ بأصنامهم، و يهدّد بأنّه أعدّمخطّطا خطيرا لأصنامهم.
من هنا استدلّوا على أنّ إبراهيم هوالفاعل، فأقبلوا عليه جميعا غاضبينفَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ.
«يزفّون» مشتقّة من (زفّ) على وزن (كفّ) وتستعمل بخصوص هبوب الرياح و الحركةالسريعة للنعامة الممتزجة ما بين السير والطيران، ثمّ تستخدم للكناية عن (زفافالعروس) إذ تعني أخذ العروس إلى بيت زوجها.
على أيّة حال، المراد هنا هو أنّ عبدةالأصنام جاؤوا مسرعين إلى إبراهيم، وسنقرأ تتمّة الأحداث في الآيات القادمة.
1- هل أنّ الأنبياء يستخدمون التورية؟ «التورية»- و يعبّر عنها أحيانا بلفظة(معاريض)- تعني أن يقول الرجل شيئا يقصد بهغيره و يفهم منه غير ما يقصده. فمثلا شخصيسأل آخر: متى رجعت من السفر؟ فيجيبه: قبلغروب الشمس، في الوقت الذي كان قد عاد منسفره قبل الظهر، فالسائل يفهم من ظاهرالكلام، أنّه عاد قبل غروب الشمس بقليل،في حين أنّه كان يقصد قبل الظهر، لأنّ قبلالظهر يعدّ أيضا قبل غروب الشمس. أو شخصيسأل آخر: هل تناولت الطعام، فيجيبه: نعم.فالسائل يفهم من الكلام أنّه تناول