امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 357
نمايش فراداده

المفسّرين عن اعتقادهم في أنّ جبرئيلأنزله، فيما قال البعض الآخر: إنّه هبطعليه من أطراف جبال (منى)، و مهما كان فإنّوصوله إلى إبراهيم كان بأمر من اللّه.

النجاح الذي حقّقه إبراهيم عليه السّلامفي الامتحان الصعب، لم يمدحه اللّه فقطذلك اليوم، و إنّما جعله خالدا على مدىالأجيال وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِيالْآخِرِينَ.

إذ غدا إبراهيم عليه السّلام «أسوة حسنة»لكلّ الأجيال، و «قدوة» لكلّ الطاهرين، وأضحت أعماله سنّة في الحجّ، و ستبقى خالدةحتّى تقوم القيامة، إنّه أبو الأنبياءالكبار، و إنّه أبو هذه الامّة الإسلاميةو رسولها الأكرم محمّد بن عبد اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم.

و لمّا امتاز به إبراهيم عليه السّلام منصفات حميدة، خصّة الباري عزّ و جلّبالسلام سَلامٌ عَلى‏ إِبْراهِيمَ.

نعم، إنّا كذلك نجزي و نثيب المحسنينكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ جزاءيعادل عظمة الدنيا، جزاء خالد على مدىالزمان، جزاء يجعل من إبراهيم أهلا لسلاماللّه عزّ و جلّ عليه.

و عبارة كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَتثير الانتباه، إذ أنّها أتت قبل عدّةآيات، و تكرّرت ثانية هنا، فهناك حتماعلّة لهذا التكرار.

المرحلة الاولى ربّما كانت بسبب أنّاللّه سبحانه و تعالى صادق على نجاحإبراهيم في الامتحان الصعب، و أمضى نتيجةقبوله، و هذه بحدّ ذاتها أهمّ مكافأةيمنحها اللّه سبحانه و تعالى لإبراهيم،ثمّ تأتي قضيّة (الفدية بذبح عظيم) و (بقاءاسمه و سنّته خالدين على مدى التاريخ) و(إرسال الباري عزّ و جلّ سلامه و تحيّاتهإلى إبراهيم) التي اعتبرت ثلاث نعم كبيرةمنحها اللّه سبحانه و تعالى لعبده إبراهيمبعنوان أنّها مكافأة و جزاء للمحسنين.