منها توضيح مقدار الاستعداد الموجود عندالإنسان الممتحن بالنسبة إلى طاعتهللأوامر؟ كما أنّ الشخص الممتحن ليس لهاطلاع بخفايا الأمور. و بهذا الشكل فإنّعملية النسخ لم تحصل هنا حتّى تناقش قضيّةصحّتها و وقوعها قبل العمل.
مخاطبة الباري عزّ و جلّ عبده إبراهيم بعدالحادثة قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إنّماجاءت بسبب إثبات مقدرته على ذبح ابنهالعزيز، و استعداده روحيّا لتنفيذ هذاالأمر، و نجاحه في هذا الامتحان.
بشأن (الرؤيا) هناك كلام كثير، و رد جزءيسير منه في تفسير سورة يوسف بعد الآيةالرابعة.
لا بدّ هنا من الالتفات إلى أمر و هو: كيفاعتبر إبراهيم منامه حجّة، و اتّخذهمعيارا لعمله؟ في الجواب على هذا السؤال، يقال: إنّ رؤياالأنبياء لا يمكن أن تكون رؤيا شيطانية، وإنّها ليست ناشئة عن فعّالية قوّة وهمية،و إنّما هي جانب من نظام النبوّة و الوحي.
و بتعبير آخر: إنّ ارتباط الأنبياء معالوحي يكون أحيانا بشكل إلقاء في القلب.
و أحيانا عن طريق مشاهدة الوحي.
و أحيانا عن طريق سماع أمواج صوتية، بعثتبأمر من اللّه.
و أحيانا عن طريق المنام.
و بهذا الشكل لا يمكن وقوع أي خطأ أواشتباه في رؤيتهم، و الذي يشاهدونه فيمنامهم هو كالذي يشاهدونه في يقظتهم.
و قيل: إنّ إبراهيم أمر عن طريق الوحيأثناء يقظته بأن ينفّذ ما يراه بشأن الذبحفي المنام.