الصالح، و الفجور (الذي يعني تمزيق حجبالدين) في مقابل التقوى و الورع.
هل أنّ هذين الإثنين، يوضّحان حقيقةواحدة في عبارتين، أم أنّهما يوضّحانموضوعين؟ من غير المستبعد أن يكون الاثنانتأكيدا لمعنى واحد، لأنّ (المتّقين) همالمؤمنون أصحاب العمل الصالح و (الفجّار)هم المفسدون في الأرض.
و يحتمل في أن تكون الجملة الاولى هيإشارة إلى الجوانب العملية و العقائديةلكلا الطرفين، إذ تقارن بين أصحاب العقائدالصحيحة و الأعمال الصالحة و بين أصحابالعقائد الفاسدة و الأعمال الخبيثة، فيحين أنّ الجملة الثانية تشير فقط إلىالجانب العملي.
و يحتمل أيضا أنّ (التقوى و الفجور) شاهدانعلى كمال و نقص الإنسان، و العمل الصالح والفساد في الأرض شاهدان على الجوانبالاجتماعية، و لكن التأكيد يعدّ أنسب.
2- لمن تعني هذه الآيات؟ جاء في إحدى الروايات التي تفسّر قولهتعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ بأنّها إشارة إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام وأنصاره، في حين أنّ بقيّة الآيةكَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ إشارةإلى أعدائه «1».
و جاء في حديث آخر نقله (ابن عساكر) عن ابنعباس، في أنّ المقصودين في الآيةالَّذِينَ آمَنُوا «علي» و «حمزة» و«عبيدة» الذين واجهوا في معركة بدر كلا من«عتبة» و «الوليد» و «شيبة» و رموز جيشالكفر و الشرك (و تمكّنوا من قتلهم في ساحةالمعركة. فبهذا يكون عتبة و الوليد و شيبةهم المقصودين في الآية
1- تفسير نور الثقلين، المجلّد الرابع،