امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 62
نمايش فراداده

كذلك فإنّ تقديم التشبيهات ذات المنحىالسلبي في المثالين الأوّليين إنّما هوللإشارة إلى الإسلام نقل الناس منالجاهلية و ظلمات الشرك إلى نور الهداية.

و أمّا المثالان الأخيران فإشارة إلىالمراحل الاخرى التي أحكم الإسلام فيهاجذوره في القلوب، و وسّع المناحيالإيجابية في المجتمع.

و إذا تجاوزنا كل ذلك فإنّ التنوّع أصلافي البيان يمنح الحديث طراوة و روحاخاصّة، ممّا يجعل ذلك مؤثّرا و جميلا وجذّابا، في حال إنّ التكرار على نمط واحديسلب الحديث لطافته- إلّا في موارداستثنائية- و بناء على هذا فإنّ الفصحاء والبلغاء يسعون دائما إلى تنويع تعبيراتهمو جعلها مؤثّرة، و نعلم أنّ القرآن علىأعلى درجات الفصاحة و البلاغة.

و عليه، فلو لم يكن غير مراعاة الفصاحةأمر آخر لكفى، مع أنّ من الممكن أن يتوصّلغيرنا من الأجيال القادمة إلى كشف أسراراخرى غير ما ذكرنا ممّا هو محجوب عنّاالآن.