امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 14 -صفحه : 618/ 80
نمايش فراداده

كلّما دقّقنا النظر في هذا الكتابالسماوي وجدناه أكثر انسجاما مع الواقع.

فليس فيه تناقض، أو كذب أو خرافة، بلفمبادئه و معارفه تنسجم مع منطق العقل.قصصه و تواريخه منزّهة عن الأساطير والخرافات، و قوانينه تتساوق مع احتياجاتالبشر، فتلك الحقّانية دليل واضح على أنّهنازل من اللّه سبحانه و تعالى.

هنا و لأجل توضيح موقع القرآن الكريم،تمّت الاستفادة هنا من كلمة «الحقّ»، فيحال أنّه في آيات اخرى من القرآن الكريمورد التعبير عنه بـ «النور» و «البرهان» و«الفرقان» و «الذكر» و «الموعظة» و«الهدى»، و كلّ واحدة منها تشير إلى واحدةمن بركات القرآن و أبعاده، بينما كلمة(الحقّ) تشمل جميع تلك البركات.

يقول الراغب في (مفرداته): أصل الحقّالمطابقة و الموافقة، و الحقّ يقال علىأوجه:

الأوّل: يقال لمن يوجد الشي‏ء على أساسالحكمة، و لهذا قيل في اللّه تعالى هوالحقّ، لذا قال اللّه: فَذلِكُمُ اللَّهُرَبُّكُمُ الْحَقُّ. «1» الثّاني: يقال للشي‏ء الذي وجد بحسبمقتضى الحكمة، و لهذا يقال فعل اللّهتعالى كلّه حقّ، قال تعالى: ما خَلَقَاللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ، «2» أيالشمس و القمر و غير ذلك.

الثّالث: في العقائد المطابقة للواقع. قالتعالى: فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَآمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَالْحَقِّ.» و الرّابع: يقال للأقوال و الأفعال الصادروفقا لما يجب، و بقدر ما يجب، و في الوقتالمقرّر، كقولنا: فعلك حقّ، و قولك حقّ «4».

1- يونس، 32.

2- يونس- 5.

3- البقرة- 213.

4- مفردات الراغب- مادّة حقّ. «مع تلخيص واختصار».