امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 107
نمايش فراداده

إنّ هذا السلام يشبه ذلك السلام الذي وردفي الآية (63) من سورة الفرقان:

وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُواسَلاماً سلام هو علامة اللامبالاة بهمممتزجة بالعلوّ و العزة.

و مع ذلك فإنّه تعالى يهددهم و يحذرهمبجملة عميقة المعنى، لئلا يتصوروا أناللّه تاركهم بعد هذا الفراق و الوداع،فيقول: فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. نعم، سوف يعلمون أي نار محرقة قد أوقدوهالأنفسهم بعنادهم، و أي عذاب أليم قد هيأواأسبابه ليطالهم فيما بعد؟

و قد ذكر البعض سبب نزول الآية وَ لايَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ ... و هو: أن«النضر بن الحارث» و نفرا من قريش قالوا:إنّ كان ما يقوله محمّد حقا، فلا حاجة لنابشاعته، فإننا نحبّ الملائكة و همأولياؤنا، و هم أحق بالشفاعة، فنزلت هذهالآية و نبهتهم على أن الملائكة لا تشفعيوم القيامة إلّا لمن يشهدون بالحق، أيللمؤمنين. و هنا تنتهي سورة الزخرف.

اللّهم، قربنا منك و من أوليائك يوما بعديوم، و زدنا حبا لك و لهم حتى تنالناشفاعتهم.

اللّهم، احفظنا من كل شرك خفي و جلي.

إلهنا، قد وصفت يوم القيامة في كتابكبصفات مهولة و مفزعة و تجعل الناس سكارى وما هم بسكارى ..

اللهم فعاملنا بفضلك في ذلك اليوم و لاتعاملنا بعدلك، يا أرحم الراحمين.

آمين ربّ العالمين.

نهاية سورة الزخرف‏