مهمة، أما صنم الهوى و أتباعه، فإنّه يغويالإنسان و يسوقه إلى ارتكاب أنواعالمعاصي، و الانزلاق في هاوية الانحراف.
و بصورة عامّة، يمكن القول بأنّ لهذاالصنم من الخصوصيات ما جعله مستحقا لصفةأبغض الآلهة و الأصنام، فهو يزين القبائحو السيئات في نظر الإنسان حتى يصل إلى درجةيفخر عندها بتلك الأعمال الطالحة، و يكونمصداقا لقوله تعالى: وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْيُحْسِنُونَ صُنْعاً «1».
فما دام الشيطان لا يمتلك قاعدة وأساسا يستند إليه في داخل الإنسان، فلاقدرة له على الوسوسة و دفع الإنسان الىالانحراف و المعصية، و ما تلك القاعدة والأساس إلّا اتباع الهوى و هو ذات الشيءالذي أسقط الشيطان و أرداه، و طرده من صفالملائكة، و أبعده عن مقام القرب من اللّه.
و هي الإدراك الصحيح للحقائق، ويلقي الحجب على عقل الإنسان و عينه، و قدأشارت هذه الآيات إلى هذا الموضوع بصراحةبعد ذكر مسألة اتباع الهوى و اتخاذه إلها،و آيات القرآن الأخرى شاهدة على هذهالحقيقة أيضا.
و العياذ باللّه- كما ابتليبها إمام عباد الهوى- أي الشيطان الرجيم-فاعترض على حكمة اللّه سبحانه لمّا أمرهبالسجود لآدم، و اعتبره أمرا عاريا عنالحكمة! 5- عواقب اتباع الهوى مشؤومة وأليمة، بحيث أنّ لحظة من لحظات اتباعالهوى قد يصاحبها عمر من الندامة و الأسف والحسرة، و لحظة- يتبع فيها الهوى- قد تجعلكلّ حسنات الإنسان و أعماله الصالحة التيعملها طوال عمره هباء منثورا، و لذلك وردالتأكيد على الحيطة و اليقظة في هذا الأمرو التحذير الشديد منه
1- الكهف، الآية 104.