امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 206
نمايش فراداده

مهمة، أما صنم الهوى و أتباعه، فإنّه يغويالإنسان و يسوقه إلى ارتكاب أنواعالمعاصي، و الانزلاق في هاوية الانحراف.

و بصورة عامّة، يمكن القول بأنّ لهذاالصنم من الخصوصيات ما جعله مستحقا لصفةأبغض الآلهة و الأصنام، فهو يزين القبائحو السيئات في نظر الإنسان حتى يصل إلى درجةيفخر عندها بتلك الأعمال الطالحة، و يكونمصداقا لقوله تعالى: وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْيُحْسِنُونَ صُنْعاً «1».

2- أفضل طريق لنفوذ الشيطان هو اتباعالهوى

فما دام الشيطان لا يمتلك قاعدة وأساسا يستند إليه في داخل الإنسان، فلاقدرة له على الوسوسة و دفع الإنسان الىالانحراف و المعصية، و ما تلك القاعدة والأساس إلّا اتباع الهوى و هو ذات الشي‏ءالذي أسقط الشيطان و أرداه، و طرده من صفالملائكة، و أبعده عن مقام القرب من اللّه.

3- إنّ اتباع الهوى يسلب الإنسان أهم وسائلالهداية

و هي الإدراك الصحيح للحقائق، ويلقي الحجب على عقل الإنسان و عينه، و قدأشارت هذه الآيات إلى هذا الموضوع بصراحةبعد ذكر مسألة اتباع الهوى و اتخاذه إلها،و آيات القرآن الأخرى شاهدة على هذهالحقيقة أيضا.

4- إنّ اتباع الهوى يوصل الإنسان إلى مرحلةمحاربة اللّه

و العياذ باللّه- كما ابتليبها إمام عباد الهوى- أي الشيطان الرجيم-فاعترض على حكمة اللّه سبحانه لمّا أمرهبالسجود لآدم، و اعتبره أمرا عاريا عنالحكمة! 5- عواقب اتباع الهوى مشؤومة وأليمة، بحيث أنّ لحظة من لحظات اتباعالهوى قد يصاحبها عمر من الندامة و الأسف والحسرة، و لحظة- يتبع فيها الهوى- قد تجعلكلّ حسنات الإنسان و أعماله الصالحة التيعملها طوال عمره هباء منثورا، و لذلك وردالتأكيد على الحيطة و اليقظة في هذا الأمرو التحذير الشديد منه‏

1- الكهف، الآية 104.