امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 235
نمايش فراداده

هذا المعنى.

لكن لا مانع من أن نفسر الآية بمعناهاالواسع، فتدخل فيه كلّ هذه المعبودات،سواء الحية و الميتة، العاقلة و غيرالعاقلة، فتكون التعابير متناسبة مع ذويالعقول من باب التغليب.

و عند ما تقول الآية: إنّهم لا يجيبونهمإلى يوم القيامة، فإنّ ذلك لا يعني أنّهمسيجيبونهم يوم القيامة- ما ظن البعض ذلك-بل إنّ هذا التعبير متداول في النفيالمؤيد، كما نقول مثلا: لو أصررت على فلانإلى يوم القيامة لما أقرضك، أي أنّه سوف لايقوم بها العمل أبدا، لا أنّه سيلبي طلبكفي يوم القيامة. و سبب ذلك معلوم أيضا، لأنّ كلّ سعي و جهدو تلبية طلب و قضاء حاجة نافع في هذهالحياة الدنيا، فإذا انتهت انتهى معهاإمكان القيام بكلّ هذه الأعمال.

و الأشد أسفا من ذلك أنّه: وَ إِذا حُشِرَالنَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ. أمّا المعبودات من العقلاء، فإنّهمسيهبون لإظهار عدائهم لهؤلاء الضالين،فالمسيح عليه السّلام يظهر اشمئزازه وتنفره من عابديه، و تتبرأ الملائكة منهم،بل و حتى الشياطين و الجن تظهر عدم رضاها. وأمّا المعبودات التي لا عقل لها و لا حياة،فإنّ اللّه سبحانه سمحها العقل و الحياةلتنطق بالبراءة من هؤلاء العبدة و تبديغضبها عليهم.

لقد ورد نظير هذا المعنى في آيات القرآنالأخرى، و من جملتها الآية (14 من سورةفاطر، حيث تقول: إِنْ تَدْعُوهُمْ لايَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَ لَوْ سَمِعُوامَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَ يَوْمَالْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْوَ لا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ. و كررتفي الآيات مورد البحث كلّ هذه المسائلبتفاوت يسير.

لكن كيف ينكر المعبودون عبادة عابديهم، وهي ممّا لا ينكر؟

ربّما كان ذلك إشارة إلى أنّهم كانوايعبدون أهواءهم في الحقيقة، و لم يكونوا