امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 258
نمايش فراداده

3- إنّ التعبير بـ «إحسانا» و بملاحظة أنّالنكرة في هذه الموارد لبيان عظمة الأمر وأهميته، و يشير إلى أنّه يجب- بأمر اللّهسبحانه- الإحسان إلى الأبوين إحسانا جميلامقابلة لخدماتهم الجليلة التي أسدوها.

4- لأنّ آلام و معاناة الأم في طريق تربيةالطفل محسوسة و ملموسة أكثر، و لأنّ جهودالأم أكثر أهمية إذا ما قورنت بجهود الأب،كان التأكيد أكثر على قدر الأم فيالرّوايات الإسلامية.

فقد ورد في حديث أنّ رجلا أتى رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم و قال: من أبر؟قال: «أمّك»، قال: ثمّ من؟ قال: «أمّك»،قال: ثمّ من؟ قال: «أمّك»، قال: ثمّ من؟ قال:«أباك» «1».

و جاء في حديث آخر، أنّ رجلا كان قد حمل أمّهالعجوز العاجزة، و كان يطوف بها، فأتىالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، و قال:هل أديت حقّها: قال: «لا و لا بزفرة واحدة»«2». 5- لقد أولت الآيات القرآنية العلاقاتالعائلية، و احترام الأبوين و إكرامهم، والعناية بتربية الأولاد، اهتماما فائقا،و قد أشير إليها جميعا في الآياتالمذكورة، و ذلك لأنّ المجتمع الإنسانيالكبير يتكون من خلايا و تشكيلات أصغرتسمى العائلة، كما أنّ البناية الضخمةتتكون من غرف، و هي بدورها من الطابوق والحجر.

من البديهي أنّه كلّما كانت هذهالتقسيمات الصغيرة أكثر انسجاما وترابطا، كان أساس المجتمع أقوى و أشدثباتا، و أحد عوامل التمزق و الاختلالالاجتماعي في المجتمعات الصناعية فيعصرنا الحاضر هو انحلال نظام العائلة، فلااحترام من قبل الأولاد، و لا عطف من الآباءو الأمهات، و لا علاقة حب و حنان و عاطفة منالأزواج.

إنّ المشهد المؤلم لدور رعاية المسنين فيالمجتمعات الصناعية اليوم، و التي‏

1- روح المعاني، المجلد 26، صفحة 16.

2- في ظلال القرآن، المجلد 7، صفحة 415.