تعالى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ «1».
و بذلك فإنّ المؤمنين الطاهرين الصالحينيتمتّعون بأنواع المواهب المادية والمعنوية في الجنان الخالدة، و في جواررحمة اللّه. و لنر الآن ماذا سيكون مصير الفريقالمقابل للمؤمنين، أي الكفار؟
تقول الآية متابعة لحديثها: كَمَنْ هُوَخالِدٌ فِي النَّارِ وَ سُقُوا ماءًحَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ «2».
«الأمعاء» جمع «معي»- على وزن سعي- و«معا»- على وزن غنا- و تطلق أحيانا على كلّما في البطن، و تقطيعها إشارة إلى شدّةحرارة هذا الشراب الجهنّمي المرعب، و قوّةإحراقه.
يستفاد من آيات القرآن المجيد جيدا أنّ فيالجنّة أنهارا و عيونا مختلفة، و لكلّمنها فائدة و لذّة خاصّة، و قد ورد ذكرأربعة نماذج منها في الآية المذكورة، وستأتي نماذج أخرى في سورة الدهر، وسنذكرها في تفسيرها، إن شاء اللّه تعالى.
إنّ التعبير بـ «الأنهار» في شأن هذهالأنواع الأربعة، يوحي بأنّ كلا منها ليسنهرا واحدا، بل أنهار عديدة.
لقد قلنا مرارا: إنّ نعم الجنّة ليستبالشيء الذي يمكن التحدّث عنه بألفاظمحادثاتنا اليومية في حياتنا الدنيا،فإنّ هذه الألفاظ قاصرة عن أن تجسدها
1- سورة المائدة، 119. 2- لقد وردت أبحاث كثيرة في تركيب هذهالآية أيضا، و الأنسب منها جميعا أنّللآية تقديرا هو: أ فمن هو خالد في الجنّةالتي هذه صفاتها كمن هو خالد في النّار؟