فنزلت الآية أعلاه، و حذّرتهم من ذلك.
و استدل بعض الفقهاء بجملة: وَ لاتُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ على حرمة قطعالصلاة، و لكنّ الآية مورد البحث و ماقبلها و ما بعدها شاهدة على أنّها لا تتعلقبهذا الأمر، بل عدم الإبطال عن طريق الشركو الرياء و المن و أمثال ذلك. و جاءت الآية الأخيرة من هذه الآيات موضحةو مؤكّدة لما مرّ في الآيات السابقة حولالكفار، و تهدي إلى الصراط المستقيم منيريد التوبة إلى طريق الرجوع، فتقول:إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّواعَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُلَهُمْ لأنّ أبواب التوبة ستغلق بنزولالموت، و يحمل هؤلاء أوزارهم و أوزارالذين يضلّونهم، فكيف يغفر اللّه لهم؟
و بهذا، فقد ورد الحديث في مجموع هذهالآيات عن ثلاث مجموعات: الكفّار، والمنافقون، و المؤمنون، و تحدّدت صفات كلّمنهم و مصيره. بحث
من المسائل الأساسية التي أكدت عليهاآيات القرآن المختلفة، و منها الآية موردالبحث، هي أن يحذر المؤمنون من أن تحبطأعمالهم كالكفار، و بتعبير آخر:
فإنّ نفس العمل شيء، و الحفاظ عليه شيءأهمّ، فإنّ العمل الصالح السالم المفيد،هو العمل الذي يكون منذ البداية سالما منالعيوب و أن يحافظ عليه من الخلل و العيبحتى نهاية العمر.
و العوامل التي تؤدي إلى إحباط أعمالالإنسان، أو تهددها بذلك الخطر كثيرة، ومن جملتها: 1- المن و الأذى كما يقول القرآن الكريم: ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتُبْطِلُوا