امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 16 -صفحه : 569/ 547
نمايش فراداده

«القلب» مكانا للتقوى، و من ضمنها قولهتعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَاللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى‏ «1».

و يجعل القرآن «التقوى» في مقابل«الفجور» كما نقرأ ذلك في الآية (8) من سورةالشمس: فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها. و يعدّ القرآن كلّ عمل ينبع من روحالإيمان و الإخلاص و النية الصادقة أساسهالتقوى، كما جاء في وصفه في شأن «مسجد قبا»(في المدينة) حيث بنى المنافقون في قباله«مسجد ضرار» فيقول: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَعَلَى التَّقْوى‏ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍأَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ «2».

و يستفاد من مجموع هذه الآيات أنّ التقوىهي الإحساس بالمسؤولية و التعهّد الذييحكم وجود الإنسان و ذلك نتيجة لرسوخإيمانه في قلبه حيث يصدّه عن الفجور والذنب و يدعوه إلى العمل الصالح و البر ويغسل أعمال الإنسان من التلوّثات و يجعلفكره و نيّته في خلوص من أية شائبة. و حين نعود إلى الجذر اللغوي لهذه الكلمةنصل إلى هذه النتيجة أيضا لأنّ «التقوى»مشتقّة من «الوقاية» و معناها المواظبة والسعي على حفظ الشي‏ء، و المراد في هذهالموارد حفظ النفس من التلوّث بشكل عام، وجعل القوى تتمركز في أمور يكون رضا اللَّهفيها:

و قد ذكر بعض الأعاظم للتقوى ثلاث مراحل:

1- حفظ النفس من (العذاب الخالد) عن طريقتحصيل الإعتقادات الصحيحة.

2- تجنّب كلّ إثم و هو أعم من أن يكون تركالواجب أو فعلا لمعصية.

3- التجلّد و الاصطبار عن كلّ ما يشغلالقلب و يصرفه عن الحق، و هذه تقوى‏

1- الحجرات، الآية 3.

2- سورة التوبة: 108.