امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 17 -صفحه : 500/ 119
نمايش فراداده

و يقع قسم من البذور على أرض ذات ترابصالحة، إلّا أنّ نبات الشوك و العلف تنموإلى جانبها، فحتّى لو أورقت تلك البذورإلّا أنّها ما أسرع أن تغلبها الأشواك وتلتفّ عليها فتموت.

و أحسن هذه البذور حظّا تلك البذور التيتستقرّ في تربة صالحة و لا تعوقها نباتاتاخرى .. فلا يمضي زمن حتّى تنبت و تنمو وتورق و تستوي على سوقها و تعطي ثمارها.

فكلمات الحقّ التي تخرج من أفواهالأنبياء و رسل اللّه و خلفائهم المعصومينكهذه البذور، فالقلوب الصخرية لا تتقبّلهذه الكلمات من الأساس، و القلوب الضعيفةتتقبّلها مؤقتا ثمّ تعرض عنها، و هناكقلوب مهيّأة للقبول، لكن الأهواء و الصفاتالرذيلة و الشهوات نابتة فيها، و هذهالأمور تبطل تأثير تلك الكلمات الحقّة.

القلوب- الوحيدة- التي تتقبّل كلمات هؤلاءالأئمّة العظام و تنمو فيها و تثمر هيالقلوب التي تطلب الحقّ و يحكم عليهاالبحث عن الحقّ! و خالية من الصفات السلبيةو الدوافع الدنيوية أيضا .. و تلك هي قلوبالمؤمنين.

أجل .. وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى‏تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ!